بالصور: هجوم على كنيسة ببغداد قتل 52 شخصا على الاقل ما بين رهينة ورجل امن في عملية تحر
وكان نحو مئة شخص داخل الكنيسة لحضور القداس المسائي
مسلمات تواسين قريبات للضحايا
ويأتي هذا الحادث بعد ان حذر مسؤولون امنيون عراقيون من احتمال شن المتطرفين هجمات ضد تجمعات كبيرة ولاسيما الكنائس
قال اسقف الكلدان في بغداد شليمون وردوني ان من بين القتلى اثنين من كهنة الكنيسة
وكانت الكنيسة نفسها وخمسة اماكن عبادة مسيحية اخرى في بغداد قد تعرضت في الاول من اغسطس آب 2004 الى هجمات اوقعت عشرات القتلى والجرحى
بغداد (ا ف ب) - قتل 46 مسيحيا معظمهم من النساء والاطفال في مجزرة وقعت خلال قداس في وسط بغداد مساء الاحد حين اقتحم عناصر من تنظيم القاعدة كنيسة السريان الكاثوليك في الكرادة اعقبه هجوم شنته القوات الامنية لتحرير الرهائن واسفر عن مقتل سبعة من عناصرها، على ما اعلنت وزارة الداخلية العراقية.
وقتل ايضا سبعة من عناصر الامن وخمسة ارهابيين في هجوم مشترك للقوات العراقية والاميركية.
وهذا الهجوم الذي وقع عشية عيد جميع القديسين، يعتبر احد الهجمات الاكثر دموية التي تستهدف مسيحيي العراق وقد يسرع هجرة هذه الطائفة التي تراجع عدد ابنائها من 800 الف الى 500 الف منذ الغزو الاميركي في 2003.
وقد تبنى الهجوم تنظيم "دولة العراق الاسلامية" الموالي للقاعدة والذي امهل الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للافراج عن مسلمات "مأسورات في سجون اديرة" في مصر، وذلك بحسب مركز سايت الاميركي المتخصص في مراقبة المواقع الالكترونية الاسلامية.
واعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية "قتل 46 شخصا من المصلين خصوصا من النساء والاطفال واصيب 60 بجروح حالة 20 منهم خطرة". وقتل سبعة من عناصر الامن واصيب 15 آخرون بجروح.
وكان خوراسقف السريان الكاثوليك بيوس كاشا قال في وقت سابق "سقط 42 قتيلا بينهم كاهنان واصيب 25 بجروح بينهم كاهن اصيب برصاصة في كليته. لم ينج من المجزرة سوى 10 او 12 شخصا" موضحا ان اقل من ثمانين مؤمنا كانوا في الكنيسة لدى وقوع الهجوم.
واوضح اسقف الكلدان في بغداد شليمون وردوني ان اثنين من كهنة كنيسة سيدة النجاة الواقعة في حي الكرادة في وسط بغداد قتلا فيما اصيب ثالث بالرصاص في كليته.
وقال لوكالة فرانس برس "ينتابني شعور بالحزن الشديد، ما يسعنا القول؟ انه عمل غير انساني، حتى الحلوات لا تتصرف بهذه الطريقة".
وافاد مصور وكالة فرانس برس ان الكنيسة بدت اشبه بساحة حرب، مشيرا الى ان الارض والجدران غطتها الدماء واخترقها الرصاص وتناثرت في داخلها الاشلاء.
وقال الاب يوسف توما مرقس رئيس الاباء الدومنيكان في العراق ان "العملية كانت محضرة منذ فترة طويلة نظرا للاسلحة والذخائر التي عثر عليها في الكاتدرائية. الامر يستغرق وقتا طويلا لادخالها".
من جهته تفقد خوراسقف السريان الكاثوليك بيوس كاشا الكنيسة قائلا "انها مجزرة حقيقية"، مضيفا "الامر الاكيد ان ابناء رعيتي جميعا سيغادرون العراق".
وقال "لم يعد لنا مكان هنا. ماذا يريدون منا؟ ماذا فعلنا؟ لقد قتلوا ابرياء كانوا يصلون. يريدوننا ان نرحل وماذا تفعل الحكومة؟ لا شيء اطلاقا".
وقال احد الرهائن بسام سامي يوسف (21 عاما) الذي نجا من المجزرة "كما كل يوم احد بدأ القداس عند الساعة 17,00 (14,00 تغ). بعد ربع ساعة سمعنا دوي انفجارات واسلحة اوتوماتيكية ثم اقتحم الارهابيون المدخل الرئيسي للكاتدرائية".
واضاف "قطع الاب اثير عظته وحاول الاب وسيم ادخال حوالى خمسين مؤمنا الى قاعة وكنت بينهم. وحاول التفاوض مع المهاجمين لكنهم اردوه والاب اثير على الفور".
وتابع ان المعتدين المسلحين ببنادق كلاشنيكوف وقنابل يدوية وسترات محشوة بالمتفجرات فتحوا النار على الفور. واضاف "عمت الفوضى. القى الارهابيون قنبلة على سبعة مؤمنين كانوا يحاولون الفرار".
وقال احد الرهائن البالغ من العمر 18 عاما رافضا التعريف عن اسمه ان "رجالا يرتدون ملابس عسكرية اقتحموا الكنيسة حاملين اسلحتهم وقتلوا كاهنا على الفور. لقد احتميت داخل قاعة صغيرة حيث كان يوجد اربعة مصلين اخرين".
واضاف "بعدها بقليل، دخل اثنان من المسلحين الى القاعة واطلقا النار في الهواء وعلى الارض ما ادى الى جرح ثلاثة اشخاص ثم دفعوا بنا الى صحن الكنيسة. حصل بعدها تبادل اطلاق نار وسمعنا دوي انفجارات. وقد تناثر الزجاج على الناس".
وقرابة الساعة 20,50 (17,50 ت غ)، بدأت قوات الامن العراقية هجومها على المسلحين تؤازرها القوات الاميركية، التي وعلى الرغم من انتهاء مهامها القتالية نهاية اب/اغسطس، لا تزال تستطيع استخدام القوة بحال تعرضت لهجوم او اذا ما طلب منها العراق ذلك.
ودان البابا بنديكتوس السادس عشر الاثنين "العنف العبثي والوحشي" ضد "اشخاص عزل" في العراق. وقال البابا خلال الصلاة الملائكية في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان "اصلي من اجل ضحايا هذا العنف العبثي، عنف من الوحشية لدرجة انه يستهدف اشخاصا عزلا مجتمعين في بيت الله الذي هو بيت محبة وتسامح".
واضاف "اعبر عن تضامني الحار مع الطائفة المسيحية (العراق) التي ضربت مجددا". وتابع "امام دوامة العنف المروعة التي لا تزال تمزق شعوب الشرق الاوسط، اود ان اجدد ندائي من اجل السلام".
من جهتها، اكدت مصر الاثنين ادانتها الشديدة للاعتداء كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد ورفضها "الزج باسمها في مثل هذه الاعمال الاجرامية".وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي ان مصر "تدين بشدة العمل الارهابي الهمجي". واكد المتحدث "رفض مصر القاطع الزج باسمها او بشؤونها في مثل هذه الاعمال الاجرامية".