مسقط: سامي حامد
قالت سلطنة عمان أمس انها ترفض اي عمل عسكري يستهدف اي
بلد عربي في اطار حملة مكافحة الارهاب، فيما شهدت العاصمة العمانية مسقط
امس لليوم الثاني على التوالي مظاهرات منددة بالضربات الاميركية ـ
البريطانية لافغانستان، حيث خرج طلبة وطالبات جامعة السلطان قابوس في
مظاهرة حمل المشاركون فيها لافتات تقول: «كلنا ضد الارهاب لكن على الولايات
المتحدة ان تعترف بان اسرائيل هي اكبر ارهابية في العالم». كما شارك اكثر
من 200 طالب في كليتي الشريعة الاسلامية والعلوم الادارية في مظاهرات امس.
وتعد المظاهرات العمانية اول احتجاج تشهده دولة من دول مجلس التعاون الخليجي ضد الضربات الاميركية والبريطانية لافغانستان.
وكان طلبة كلية الشريعة والقانون خرجوا في مظاهرة مماثلة اول من امس.
وأمس استقبل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، بالمخيم السلطاني بسيح
الطيبات في ولاية صحم، عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية.
وقال بيان رسمي عماني انه «جرى خلال المقابلة بحث اوجه التنسيق والتعاون
القائم بين السلطنة والجامعة العربية في كافة المجالات وسبل تفعيل دور
الجامعة في خدمة قضايا الامة العربية».
كما اجتمع يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير العماني المسؤول عن الشؤون
الخارجية ظهر امس مع عمرو موسى الذي صرح عقب الاجتماع لوكالة الانباء
العمانية انه تم بحث عدد من الامور الاقليمية والدولية التي تهم العالم
العربي وفي مقدمتها الوضع في الاراضي الفلسطينية.
واشار امين عام جامعة الدول العربية الى ان المباحثات تناولت العديد من
المواضيع الاقليمية والدولية وخاصة العملية العسكرية التي تقوم بها حاليا
الولايات المتحدة على افغانستان بالاضافة الى احياء العمل العربي المشترك.
وغادر موسى مسقط امس متوجها الى الدوحة. وكان موسى قد وصل مسقط مساء اول من
امس.
وحول العمليات العسكرية الاميركية التي تقوم بها حاليا في افغانستان ضد
الارهاب وما اذا كانت قد تطال دولا عربية قال موسى ان «الموقف واضح جدا لان
اي شيء يطال الدول العربية سيؤدي الى الكثير من الاشكاليات».
واضاف ان الجامعة العربية ترفض ذلك، مشيرا الى انه «اذا حدث ذلك سيؤدي الى
تداعيات كثيرة وربما ينقلب ذلك رأسا على عقب وسيعد اعتداء على الدول
العربية التي لم يكن لها أي دور في اي عمل ارهابي». واوضح «اذا كانت هناك
اي اتهامات لأي دولة عربية لا بد من التفاهم واتخاذ الاجراءات اللازمة
والدبلوماسية والقضائية للتعامل معها وليس من خلال العمل العسكري».
من جانبه، قال يوسف بن علوي الوزير العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية ان
الموقف العربي بالنسبة للعمليات العسكرية الاميركية في افغانستان اذا كان
في اطار الارهاب الدولي، فهناك موقف عالمي موحد بهذا الخصوص، مشيرا الى انه
اذا كانت له اهداف اخرى وتشمل بعض الدول العربية فهذا شيء مرفوض وانه لا
يمكن التعامل معه ويجب ان يكون واضحا ان جامعة الدول العربية والدول
العربية لن توافق على اية اجراءات تشمل اية طرف من الدول العربية. واوضح ان
الازمة الحالية في الاصل سياسية ولها اسباب وجذور ويجب البحث عن هذه
الاسباب وايجاد الحلول لها.