رمضان سفر التاريخ الإسلامي الحافل بالمعاني الكريمة وبآيات التفوق والنبوغ ففيه نزل القرآن.. وفيه كانت غزوة بدر تلك الشرارة التي أوقدت جذوة الحماس وفجرت حرارة الإيمان في كل النفوس.. وفتقت براعم اليقين وغرست الثقة فكأنما.. هي شلال دافق يجري عبر شريان الإنسان المؤمن.. بل إنها ذهبت إلى أبعد من ذلك.. فقد استدار وجه الزمان.. وكان الإيذان بأن الإسلام قادم وبقوة يدق أعناق الجبابرة فيخضعها.. ويذل أعداء العقيدة.. وخرج الإسلام من بدر وهو في أزهى صور العنفوان والقوة والامتلاء بالعضل النفسي المؤمن.
رمضان الفتح:
وفي رمضان كان فتح مكة وشهد الزمان وسجل التاريخ أروع صور الحقائق التاريخية للإيمان.. وكيف أنه يبدأ صغيراً ثم يمزق كل الشرانق.. ليطفو فوق سطح الوجود كقوة.. فمن يرقب بداية التاريخ.. تاريخ الدعوة ويشهد كيف أن النبي عليه الصلاة والسلام خرج وصديقه وصاحبه أبوبكر رضي الله عنه يستخفون من الأعداء.. وقبلهم كانت هجرة الرعيل الأول.. رعيل الدعوة.. وكيف.. عاد هؤلاء بقيادة رسول هذه الأمة عليه الصلاة والسلام يشهرون على رؤوس الأشهاد مقدمهم.. ويحطمون الأصنام ويرددون النداء العذب الخالد (قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً).
موائد رمضان في المساجد:
من مظاهر الكرم الذاتي.. للنفس البشرية ما نشهده ونثمنه بكل اعتزاز وتقدير تلك الموائد الغنية بالخير.. في رمضان وذلك التنافس من جانب أفراد كل حي لاستقطاب أكبر عدد من الصائمين لكسب أجر إفطارهم.. فضلاً عن سيادة الروح الجماعية والأسرية.
لنتجاوب مع نداء الخير:
وإنها وأيم الله لفرصة نادرة.. فلا تبتئس أخي المواطن.. أو تمل من كثرة تدفق الطلبات لمختلف أوجه الخير.. ولا يعتريك الحرج أو الخجل.. فلا تحتقر أي شيء من أعمال الخير.. فمساهمتك مهما كانت صغيرة أو كبيرة فإنها تربو في كف الرحمن فبادر بالمساهمة ولنتكافل جميعاً.. وليتعد نشاطنا المحلية.. ولنشارك في أعمال البر لتشمل وتغطي نشاطات الجمعيات الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي.. ولنستغل فرصة رمضان وحسبي الله ونعم الوكيل.