الجيش السوري يرسل تعزيزات الى درعا والمجتمع الدولي يصعد لهجته التعليق على الصورة: تظاهرة ضد الرئيس السوري بشار الاسد امام مقر السفارة السورية في القاهرة في 26 نيسان/ابريل 2011 (afp_tickers)
سمع اطلاق نار ليل الثلاثاء لاربعاء في درعا حيث ارسل الجيش السوري الثلاثاء تعزيزات جديدة واطلق النار على سكان ومسجد غداة اقتحامه المدينة لسحق الاحتجاج، ما دفع بالمجتمع الدولي الى رفع لهجته ضد القمع.
واكد الناشط الحقوقي عبد الله ابا زيد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "تعزيزات امنية وعسكرية جديدة دخلت درعا"، المدينة التي تبعد مئة كيلومتر جنوب دمشق.
واشار الى سقوط "ستة شهداء على الاقل" الثلاثاء من بينهم امام مسجد. واوضح ان "اطلاقا كثيفا للرصاص سمع" ليل الثلاثاء الاربعاء في درعا. وتابع ان "جنودا من الفرقة الخامسة انشقوا وانضموا الينا ويتواجهون" مع الجيش الذي يحاصر درعا.
واكد ان منزل مفتي درعا الذي استقال السبت احتجاجا على قمع الحركة الاحتجاجية في درعا، "مطوق صباح اليوم (الثلاثاء) لكن المفتي ليس موجودا في منزله". وقال سكان في المدينة ان المياه والكهرباء قطعت.
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الجيش طرد "المجموعات المتطرفة المسلحة" التي هاجمت مواقع عسكرية وقطعت الطرق في درعا ومحافظتها، لافتة الى ثلاثة قتلى و15 جريحا في صفوف قوات الامن والجيش.
من جانبه، افاد الشيخ أنس عيروط احد قادة حركة الاحتجاج في مدينة بانياس وكالة فرانس برس ان آلاف الاشخاص تظاهروا الثلاثاء في هذه المدينة الساحلية الواقعة شمال غرب سوريا للمطالبة بالحريات، مشيرا الى ان السكان يخشون اقتحام المدينة من قبل قوات النظام السوري.
وفي دوما (15 كلم شمال دمشق) تحدث شاهد الثلاثاء عن انتشار للعناصر الامنيين "في كل الاحياء"، موضحا ان هؤلاء "يدققون في هويات الناس في الشوارع".
واضاف الشاهد ان المدينة "شبه مقفرة وكل المتاجر مغلقة وكذلك المؤسسات العامة".
ودعت المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) الثلاثاء مجلس الامن الدولي الى عقد جلسة حول الاوضاع في سوريا، مشيرة الى سقوط ما لا يقل عن 400 قتيل في هذا البلد منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري منتصف الشهر الماضي.
وفي نيويورك، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء عن "قلقه المتنامي" حيال قمع المتظاهرين في سوريا، وخصوصا استخدام قوات الامن للدبابات واطلاقها الرصاص الحي.
وقال بان للصحافيين عقب مشاورات في مجلس الامن حول سوريا "نراقب عن كثب وبقلق متنام ما يجري".
واكد انه "من البديهي ان من واجب السلطات السورية ان تحمي المدنيين وتحترم القواعد الدولية في مجال حقوق الانسان".
واعلن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاميركية الثلاثاء ان الولايات المتحدة تتعامل "حتى الان" مع اعمال العنف بحق المدنيين في سوريا عبر الوسائل الدبلوماسية وامكانية فرض عقوبات.
وصرح رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلوسكوني في ختام قمة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان روما وباريس "قلقتان" من الوضع في سوريا وتدعوان النظام الى "وقف القمع العنيف".
واكد ساركوزي ان فرنسا لن تتدخل في سوريا بدون قرار مسبق من مجلس الامن الدولي "ليس من السهل الحصول عليه".
ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في اتصال هاتفي الثلاثاء الرئيس السوري بشار الاسد الى التقدم على طريق الاصلاحات في بلاده التي تشهد موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة.
الا ان وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس اقر في واشنطن بوجود "حدود" لقدرات الغربيين على التحرك في مواجهة الاحداث في سوريا.
كما اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بلاده تعمل مع الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي لتوجيه "رسالة قوية" الى النظام السوري لوقع القمع الدامي للمتظاهرين.
ورأى المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) مايكل هايدن ان الاحداث في ليبيا وسوريا "ستجعل المعركة (ضد الارهاب) في المستقبل القريب اصعب بكثير"، على الرغم من ان موجة الاحتجاجات في العالم العربي قد تظهر ايجابية بالنسبة للولايات المتحدة على المدى الطويل من خلال جعل الترويج لافكار تنظيم القاعدة اقل تأثيرا بحسب تعبيره.