يُنذر التوتر الأمني في الناصرية، بعدما أحرق متظاهرون مكتب احد رجال
الدين الشيعة وما أعقبته من استهدافات لعدد من معتمدي المرجع علي السيستاني
في المحافظة وفي مدينة الديوانية، باندلاع صراع شيعي - شيعي في جنوب
العراق.
وكان العشرات من أهالي الرفاعي شمال ذي قار أحرقوا مكتب المرجع السيد
محمود الحسني الصرخي، الامر الذي دفع المحافظ طالب الحسني اعلان حظر
للتجول تحسباً من حدوث صدامات مع اتباع رجل الدين الذين قدموا من محافظات
واسط والديوانية لمساندة زملائهم.
وقال عضو المكتب الإعلامي لمرجعية الصرخي في الجنوب حسين الناصر لـ
«الحياة» إن «مرجعية الصرخي إفتتحت قبل ثلاثة أيام مكتباً لها في منطقة
الرفاعي في ذي قار لكن بعد يوم اقتحمت قوة من الشرطة المكتب واتلفت ما فيه
من ممتلكات، وبعد 24 ساعة أقدمت قوة أخرى من الشرطة على إحراق المكتب».
واضاف: «نحن نحمّل وكيل المرجع السيد علي السيستاني مسؤولية الحادث ونتهمه بأنه من حرّض على إحراق المكتب».
وعلى رغم تقليل نائب رئيس مجلس محافظة الناصرية عبدالهادي موحان
السعداوي، في تصريح الى «الحياة»، من اهمية هذه الحوادث ورفضه اضفاء صبغة
ازمة شيعية - شيعية عليه الا ان الشيخ علي النجفي نجل المرجع بشير النجفي
(احد المراجع الشيعة الاربعة الكبار) قال إن «هذا الاستهداف يستهدف اعاقة
عمل رجال الدين الفاعلين في المجتمع وإيجاد نوع من الفوضى والفتنة من خلال
إلقاء التهم على جهات معينة».
وشهدت مدينتا الناصرية والديوانية امس هجمات مسلحة على عدد من منازل معتمدي المرجع السيستاني.
وتم استهداف منزل ممثل السيستاني في ناحية النصر، التابعة لقضاء
الرفاعي، علي الغرابي بقنابل صوتية، وزرع مسلحون مجهولون عبوة ناسفة امام
منزل الشيخ فليح القلعاوي في قلعة سكر في المحافظة تمكنت القوات الامنية من
تفكيكها. كما هاجم مجهولون دار معتمد المرجعية الدينية في الديوانية الشيخ
باسم الوائلي بقنابل صوتية اسفرت عن اضرار مادية (...).
ومع امتناع الاجهزة الامنية في المحافظات عن توضيح ما يجري يسود الشارع
الشيعي قلق من تفجر صراع داخل الطائفة لاسيما في ظل اجواء مشحونة داخل
الحوزة العلمية في النجف.
وكانت مصادر دينية اشارت في وقت سابق الى بروز قلق كبير حول خلافة
المرجع علي السيستاني وإمكان تفجر صراع حول هذه القضية بعدما سرت اشاعات عن
نزاع داخل «التيار الصدري» بين الجناح الذي يسيطر على مكتب مرجعية محمد
محمد صادق الصدر، بقيادة نجله مقتدى الصدر، ومجموعة «عصائب أهل الحق» التي
تمردت على زعامة الاخير ويرأسها قيس الخزعلي وأكرم الكعبي.
ولم يستبعد الخزعلي في حديث الى «الحياة» مطلع كانون الثاني (يناير)
الماضي من نشوب صراع شيعي - شيعي، وتحديداً بين «أهل الحق» و»التيار
الصدري» واتهم دولاً لم يسمها بمحاولة الإيقاع بين أطراف شيعية خلال الفترة
المقبلة.