لا أعرف لماذا يشدني هذا العلم (علم الفلك ) ربما لأن المتأمل فيه يرى القدرات الإلهية العظيمة وكيفة تسخير بعضها البعض في دورات منتظمة ووفوائد عظيمة ..
وربما هي المحاولة لفهم وأكتشاف العالم المحيط بنا كبشر والإستعانه به في تنظيم حياتنا كمعرفة الأيام والأوقات أو ربما لإشباع رغبة في معرفة مايمر بنا من ظواهر كاإختلاف الفصول الأربعة ومعرفة الشفق والكسوف والخسوف وفهم المحيط الذي نعيش على سطحه وما يحيط به من مجموعة شمسية ومجرة وشهب ونيازك ونجوم وكواكب وأجرام سماوية ,, هذا الفلك وهذه السماء الواسعة التي حملت معها علوم تأملها القدماء منذ العصور البابلية والآشورية للتنبأ بأيامهم التي تحمل النحس او السعد لهم .. هو نفسه هذا الفلك الآن الذي يجر وراءه الملايين بعضهم من يكونوا قد أولوعوا بهذا العلم العجيب من أسرار وحركة منتظمة وتغييرات منذ الخليقة وكيف يبتدأ النجم وكيف يتكون ومراحل القمر وأشكاله المختلفة التي تحدد لنا الأيام .. وبعضهم من أستخدم هذا العلم وأبحر في النجوم وحركة الكواكب والعلاقة بين النجم والكوكب والإنسان ! وأستطاع أن يبدأ بما يسمى التنجيم ولأن الطبيعة البشرية لديها فضول فطري بمعرفة ما يحيطها فتجد الكثيرين ممن يجرون وراء الأبراج التي ينظمها ويبدع فيها مجموعة منجمون أو ما أسميهم أنا ببائعو الأحلام ويالها من تجارة ,, لا أنكر فالله سبحانه وتعالى خلقنا نحن البشر كأحد المخلوقات التي تعيش على سطح الأرض وطبيعي جداً أن نتأثر بجميع ما يحيط بنا .. ولكن أن أقرأ حظي اليومي وأعتمد في تحركاتي على ما يكتبه برجي بذلك اليوم ..أمر يصعب تصديقه ,,
ربما استطاع علماء التنجيم والفلكيون معرفة التأثير والطابع العام لمن ولد بهذه الساعة او بحركة النجم المعين أو بتدخل أورانوس على جوبيتر وغيرها من التحاليل والرؤيا التي اقف متعجبة أحيانا في القدره على كشفها أو الربط بها .. كما نعلم أيضا أن تاريخ الولاده وساعته يحددون معرفة البرج الذي ننتمي إليه وهناك عدة أنواع من الأبراج وتختلف عن بعضها البعض .. بعلم النفس يفسر الأخصائيون هذه الرغبه الجارفة لمعرفة المستقبل من خلال الأبراج يكون من باب البحث عن الطمأنينة التي يفتقدها من خلال قراءة الغيبيات وتعويض حالة النقص من خلال متابعة الأبراج ..ولكنها تصنف من الحالات المرضية التي توضع في خانة (الهوس ) أي في حالة تمكنها من الشخص يحتاج هنا للمساعدة العلاجية كي يتخلص منها ..
ويبقى الفلك عالم ساحر فريد من نوعه .. أغبط رواده من علماء وباحثون .. وتبقى الأبراج حكاية الحلم الضائع .. فهل مازلنا نشتري الأحلام ...!!؟