تتباين آراء أعضاء ائتلاف العراقية الذي يتزعمه الدكتور إياد علاوي، الرئيس الأسبق للحكومة العراقية، حول أسباب إخفاق ائتلافهم في الحصول على فرصة تشكيل الحكومة المقبلة، مع أن قائمتهم كانت قد فازت في الانتخابات التشريعية التي جرت في مارس (آذار) الماضي، فمنهم من يرى أن «إيران قد شددت قبضتها ضد القائمة، مستهدفة شخص زعيمها علاوي الذي لا ترغب الجارة الشرقية للعراق أن يتولى منصب رئيس الحكومة»، ومنهم من يعتقد أن «وقوف إيران ضد (العراقية) جاء لأسباب طائفية، كون السنة يشكلون غالبية فيها، وأن هذا الدعم الإيراني جاء متناغما مع تطلعات الطبقة السياسية الشيعية الحاكمة في العراق التي رأت أنها تتمتع بفرصة ذهبية وهي تقبض على السلطة، وإذا ضاعت هذه الفرصة فإنها لن تعود إليهم ثانية، خاصة أن السياسيين الشيعة كانوا على ثقة من دعم القيادات الكردية لهم»،
لكن قياديا في ائتلاف العراقية، كان قريبا من أجواء الحوارات التي أجراها ائتلافهم مع بقية الكتل السياسية، يجد أن الأسباب الواردة أعلاه كلها، وأسبابا أخرى قادت إلى خسارة «العراقية» فرصة تشكيل الحكومة الجديدة، وفي مقدمة هذه الأسباب: وجود اتفاق أميركي إيراني غير معلن، أو غير مباشر على إبقاء المالكي في منصبه !
ويقول القيادي في «العراقية»، الذي فضل عدم نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد، أمس: «لقد كان هناك إصرار واضح من قبل الأحزاب والكتل السياسية الشيعية على ألا تخرج رئاسة الحكومة من فصائلهم، وأنه يجب أن تبقى السلطة بأيديهم، وقد لقي هذا الإصرار دعما قويا من إيران، وإذا تتبعنا تصريحات القادة السياسيين للأحزاب الشيعية الراديكالية منذ ما قبل الإعلان عن النتائج فسنلمس الاستراتيجية التي آمن وعمل وفقها قادة هذه الأحزاب الذين كانوا قد تهيأوا جيدا لخوض معركة الاحتفاظ بالسلطة حتى إن كان ذلك على حساب نتائج الانتخابات وباسم التكوين الأكبر (الشيعة)؛ إذ لم تضع أي من قيادات الأحزاب الشيعية في تفكيرها أي هامش لدعم (العراقية) وزعيمها علاوي لرئاسة الحكومة، والغريب أنه حتى الأحزاب المتنافرة أو المتصارعة مع بعضها على النفوذ الشيعي اتفقت، أو التقت، في منطقة واحدة، ألا وهي الوقوف ضد (العراقية) وعدم التفريط بالسلطة. واعتبر المالكي أن هذه السلطة أمانة وضعها المكون الشيعي بيده وعليه صيانتها، مثلما أوضح لنا عزة الشابندر، عضو ائتلاف دولة القانون» !!
وأضاف القيادي في العراقية أنه يضاف إلى ذلك كله «الضغوط الإيرانية التي مارستها طهران بقوة، سواء على الكتل الشيعية أو على بعض الأطراف الكردية لدعم ترشيح المالكي».
__________________
.....